السبت، 4 يونيو 2011

الكرملين والعائلة الضالة 4

هؤلاء ينهبون روسيا

حصلت هزة جديدة ل 'العائلة' الروسية الاكثر مقاما، فقد فقدت 'اوراقها' رغم تأكيدات وسائل الاعلام المحلية من ان نضال تاتيانا دياتشينكو وفالنتين يوماشيف من اجل المناصب في حكومة فلاديمير بوتين كان مثمرا وغذى بطونهم المالية جيدا، غير ان كثيرا من انابيب التغذية قطعت منهم في الاسابيع القليلة الماضية ويمكن مراجعة كل واحد منهم على انفراد.
'الكاردينال'
الورقة الاولى هي بوريس بيريزوفسكي، اول مصدر غير رسمي للعائلة والذي يطلقون عليه 'الكاردينال الخفي للسياسة الروسية' يعاني الآن من مصاعب عدة، فقد رفعت علية قضية جنائية خطيرة وبدأ شركاؤه الرئيسيون يلوون وجوههم عنه، وبلغت الحال الى حد استيلاء اقرب شركائه الرئيسيين على جميع حسابات الشركات الغربية التي يمتلكها (لم يسجل بيريزوفسكي شركة غربية واحدة باسمه) وبالتالي فقد حرموه من السشيولة المالية العادية التي تعتبر بمثابة ذراعه السياسية الطويلة، وهكذا فان العائلة ليست بحاجة اليه في الوقت الحاضر، وقيل ان بوريس يلتسين منعه من دخول الكرملين.
'امين الصندوق'
اما الورقة الثانية فهي رئيس شركة 'سيب نفط' رومان ابراموفيتش الذي انفجر الجميع بتسميته 'امين صندوق العائلة' رغم انعزاله الشديد، اذ لم يلتق به صحافي واحد وبحثت الصحف الروسية المؤثرة على صورة له فلم تجد سوى صور قديمة استنسخت من وثائقه الدراسية.
ولد ابراموفيتش في سارتوف وهو من عائلة يهودية او كرانية، انضم الى فريق بيريزوفسكي في عام 1995 وبقي حتى عام 1998، يلعب ادوارا ثانوية، وفي هذا العام اصبح مديرا لشركة 'سيب نفط' متمتعا بحقوق كاملة، وكانت هذه الشركة مصدرا رئيسيا لدخل بيريزوفسكي ومجموعته، وكان ابراموفيتش، يؤدي وسيظل يؤدي وظائف خازن العائلةِِ غير أن تلبية حاجاتها المزدادة باستمرار تصعب الامر عليه منفردا، وقد بدأت النيابة العامة تفتش شركتهِ ثانيا، لم يتمكن ابراموفيتش من التأثير على القنوات التلفزيونية الرئيسية بسبب الضربة التي تلقاها بيريزوفسكي وثالثا رفع بفضل جريدة 'فيرسيا' الستار عنه وعرفه الناس كأمين صندوق العائلة الامر الذي افقده شعبيته تماما'.
الشخصية الغامضة
اما الورقة الثالثة فهي مستشار الرئىس السابق ورئيس صندوق التقاعد الحالي ميخيائيل زورابوف وهو كأبراموفيتش شخصية غامضة وخفية جدا.
ولد في 3 اكتوبر 1953 في موسكو، وتخرج في عام 1975 من كلية السبيرنتيك الاقتصادي لعلوم الادارة في موسكو، وعمل كمهندس بسيط منذ عام 1975 ولغاية 1983، وفي الاعوام 1988 ـ 1990 اصبح رئيسا لمجلس المديرين في 'كونفيرس بنك' ومن 1992 الى 1998 مديرا عاما لشركة التأمين الطبي 'ماكس' وعين في 8 مايو 1998 في منصب النائب الاول لوزير الصحة وفي 6 نوفمبر 1998 مستشارا للرئيس للشؤون الاجتماعية، وفي يونيو 1999 رئىسا لصندوق التقاعد الروسي.
وصندوق التقاعد هو منظومة فريدة من نوعها التي تمر عبرها سنويا بلايين الدولارات ولا يستطيع احد عمليا مراقبة حركتها او السيطرة عليها، ولوحظ بعد فترة من عمل زورابوف النشيط للغاية سيل البلايين الكثيرة تمر من خلال الهياكل التي يرأسها،وحسب معلومات جريدة 'سري للغاية' اهتمت الهيئات المختصة في ربيع 1998 بجد بشخصية زورابوف، غير انها لم تعثر على اساس وسبب لاستجوابه، رغم ان مخطط صلاته الرسمية وغير الرسمية يترك الشك في الكثير من جوانبه والتي جعلت الهيئات القانونية تهتم بنشاطاته.
تاتيانا 'النجمة'
تعتبر تاتيانا دياتشينكو مستشارة الرئىس وابنته اسطع 'نجمة' في المخطط المذكور، ويستدعي التذكر حالا ما حصل عندما اصبح زورابوف مستشارا للرئىس في نوفمبر 1998 وبعد ذلك في فبراير تم عزل اربعة مستشارين للرئيس من مجموع ستة وبقي زورابوف ودياتشينكو لوحدهما في محيط يلتسين، وجرت التغييرات تحت غطاء اعادة تنظيم ديوان الكرملين، وهذه الواقعة تدل على مدى قرابة زورابوف من العائلة، كما ان دياتشينكو لعبت دور اللوبي الذي ضغط من اجل تعيين زورابوف رئيسا لصندوق التقاعد، وبعد ان اجلست 'زميلها' على اكثر الكراسي ربحية في روسيا حصلت على حق السيطرة والرقابة على اموال الصندوق، الامر الذي يحمل معاني كثيرة في سنة ابيها الاخيرة في السلطةِ علما ان اعضاء العائلة لا يريدون ان ينتهي دورهم بعد انصراف بوريس يلتسين فما زالوا شبابا اقوياء، والاهم، اغنياء.
ولم ينس ميخائيل زورابوف اقرباءه ايضا، فعين اخاه الكسندر زورابوف رئىسا لبنك 'ميناتيب' الكبير وزوجته يوليا زورابوفا مديرة لشركة 'اوكتوبوس' لانتاج المعدات الطبية، واباه يوري زورابوف مديرا لجمعية 'انترنسان' للتجارة الخارجية، وامه انغيلينا زورابوفا مديرة لشركة 'غيوسبايس' المخولة باستيراد المعدات والاجهزة الملاحية وقطع غيار الطائرات.
الوزير الذري
وينضم وزير الطاقة الذرية يفغيني اداموف الى عشيرة آل زورابوف وتتشابك العلاقات العملية بين الاقرباءِ ويرتبط الاخوان زورابوف بوزارة الطاقة الذرية ارتباطا وثيقا من خلال 'كونفيرس بنك' الذي يتصرف بأموال الوزارة الذرية الهائلةِ وكان ميخائيل زورابوف من عام 1988 الى 1992 رئيسا لمجلس ادارة هذا البنك والكسندر زورابوف مديرا للادارة المالية فيهِ وعدا ذلك فان ليفغيني اداموف علاقات وثيقة جدا مع شركة التأمين 'ماكس' التي ترأسها زورابوف حتى 1998.
وتسمح السلسلة الودية: دياتشينكو ـ زورابوف ـ اداموف بتوضيح المسألة التي اقلقت الكثير من المحللين والمعلقين: لماذا بقي اداموف وزيرا للطاقة الذرية في حكومة سيرغي كيريينكو واحتفظ بمنصبه رغم سقوط اربع وزارات متتالية؟ اغلب الظن ان هذه السلسلة وراء بقاء الوزير الذري في منصبه رغم كثرة الفضائح المحيطة وداخل وزارته.
اتفاق غريب
بدأت هذه القصة بهدوء عندما كانت تعمل في موسكو شركة التأمين 'ماكس' التي تراقب سوية مع شركة 'روسنو' ولا تزال على 70% من خدمات التأمين الطبية في روسياِ وبالتالي كانت تتصرف بالملايين الكثيرة الواردة لتأمين العلاج الالزامي للمواطنينِ وكان ميخائيل زورابوف يرأس هذه الشركةِ وسجلت في موسكو في 30 مارس 1993 الشركة المساهمة 'موس اتالميد' المتخصصة في تقديم الخدمات الطبيةِ وكانت تتعايش بهدوء ووفاق مع الشركة الغنية 'ماكس'ِ وفجأة في 1995 تدفع شركة 'ماكس' 3 بلايين روبل مقابل بناء مبنى لشركة 'موس اتالميد' التي لا تربطها علاقة بنظام التأمين الطبي الالزاميِ ولم تبد غرابة للوهلة الاولى لما حدثِ لكن صرف 3 بلايين روبل من صندوق التأمين الطبي للمواطنين الذي تمنع القوانين استخدام اموال التأمين الطبي لاية اعمال خاصة خارجة عن هذا النطاق ادت الى اكتشاف وحيد هو ان شركة التأمين 'ماكس' كانت منذ البداية مؤسسا لشركة 'موس اتالميد' وكان زورابوف يرأس 'ماكس' يا له من اتفاق غريب!.
ومثل هذه الاتفاقات تحصل اليوم في صندوق التقاعد الذي يؤخر مرتبات 39 مليون متقاعد اشهرا عديدة ليدورها حسب مشيئتهِ فأي عبارة تصف هذا النوع من النهب الذي يتم من عائلة الرئىس وبشكل مباشر على حساب المسنين الذين ترى طوابيرهم بالعين المجردة من نوافذ الكرملين وهم ينتظرون الفتات من خيرات البلاد التي افنوا عمرهم من اجل بنائها؟!.