الثلاثاء، 7 يونيو 2011

كيف تشتري جنديا روسيا في القوقاز؟

نوع جديد من الاختلاس تفشى في الجيش الروسي هو اختلاس الجنود من الوحدات العسكرية المرابطة في الشيشان، وبيعهم كسلع حية الى المقاتلين الشيشانِ وهذه الظاهرة اصبحت عادية، حيث يمكن سرقة فصيل بأكمله.
ماذا يكمن وراء هذه الظاهرة؟ ومن يساعد التشكيلات المتخصصة بتجارة الرقيق؟
حكى الجندي بافل كوبين ل'القبس' قصته المؤلمة، حيث باعه رفاقه في الخدمةِ حدث ذلك عندما امره الرقيب انذور بشيونوف وثلاثة جنود آخرين من فرقة المشاة المدرعة 503، والمرابطة في فلاديقوقاز بالعمل بشكل مؤقت لقاء اجرة ما عند بعض السكان المحليينِ ولم يثر الامر عند الجنود الاربعة اية شبهاتِ لان هذه الممارسات عادية لضباط الصف حتى في موسكو عندما يرسلون الجنود العاديين للعمل بالسخرة او لقاء اجر عند السكان المحليين.
غير ان الوضع هذه المرة كان اخطر بكثيرِ فقد داهمهم خمسة مسلحين في الليل في البيت الذي يعملون فيه، وقادوهم تحت أسنة الحراب التي سمعت مع بريقها همهمات فهموا منها: 'اشتريناكم لاستبدالكم بأقربائنا'.
وخلال ثلاثة اسابيع عمل 'الجنود' الاربعة بكل شيء، وفي النهاية اخذهم الى احد سكان غروزني عمر موردالوف لقاء حفنة من الدولارات لا يعلمون مقدارها.
وكان موردالوف يريد تبديل الاربعة بابنه الموقوف بموسكوِ ولا يعرف بافيل كوبين كيف انتهت المحادثات بين عمر موردالوف و'بعثة السلام' التي ترأسها الجنرال الكسندر ليبيد محافظ مقاطعة كراسنايارسك الذي كان يحرر الجنود من وقت لآخر حال ايجاده متسعا من الوقت وبأوامر من بوريس بيريزوفسكي.
ولكن بعد ان بدأت القوات الروسية بقصف غروزني المكثف غادر الجنود الاربعة بمصاحبة قوى 'الامن الشرعية' الشيشانية غروزني الى مدينة نالتشيك، وسرعان ما وصلوا الى موسكو بمساعدة بعثة سلام ليبيد.
في النيابة العسكرية توجد عدة قضايا جنائية تخص 'التجارة بالجنود' وشهدت قاعات المحاكم العسكرية بعضا منها، لكن لم يعلن عنها احد للرأي العام لان رد فعل الناس الذين يخدم ابناؤهم في تلك المناطق سيكون معروفاِ ويؤكدون في النيابة العسكرية انه لم تحدث حالة واحدة لبيع الجنود خلال الشهر الاخيرِ وهذا بحد ذاته اعتراف بحصول هذه الحالات في الاشهر والسنوات الماضيةِ ولكن الجنود انفسهم يعتقدون بأن هذه الحالات لم تحدث في هذا الشهر، ليس بسبب صحوة ضمائر الضباط وضباط الصف، بل بسبب الاعمال الحربية في الشيشان التي تجعل من ايصال الرهائن الى الشيشان عملية مستحيلة.